التاريخ : 2024-07-02
مدة القراءة : 2 دقائق
هل فقدت الاعتذارات معناها الحقيقي وأصبحت مجرد كلمات جوفاء؟ في عالم يتسم بالتظاهر وإدارة الصورة، يبدو أن الاعتذار الصادق أصبح نادرًا مثل الابتكار الثوري في التكنولوجيا. نشهد كل يوم اعتذارات من أفراد ومنظمات وحتى دول، تُعبر عن ندمهم ولكن ما مدى صدق وشفافية الاعتذارات المقدمة من قِبل الأفراد والمؤسسات والدول؟ هل هي مجرد محاولات لإدارة الانطباعات أم أن لها أبعاد أخلاقية أعمق؟
في مقالٍ نُشر على موقع BBC، قام الكاتب بتجربة اجتماعية بين بعض أقاربه لمعرفة أن كان بإمكانهم تمييز الاعتذارات سواءً كُتبت من قبل الذكاء الاصطناعي أو الإنسان، كان المشروع بمثابة اختبار لمعرفة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير أحد أكثر أنواع التفاعل البشري حساسية: الاعتذار بين الأشخاص! وعلى الرغم من تصريح خبير الذكاء الاصطناعي عن إمكانياته في تزييف الذكاء الاجتماعي للإنسان هل يجدر بنا حقاً استخدامه لتزييف مشاعرنا؟
أُجريت دراسة لتحليل كيفية تطور ثقافة الاعتذار في الأوراق البحثية القديمة في علم النفس توصلت إلى:
لم يكن في الستينات أي ذكر للاعتذار بينما كان التركيز على الأعذار والتبريرات.
توسع تصنيف الحسابات في السبعينات والثمانينات ليشمل الاعتذارات وهو الاعتراف بالمسؤولية والتعبير عن الندم والوعد بعدم تكرار الفعل.
أما في التسعينات بدأ الأدب الأكاديمي بوصف الاعتذارات على أنها تقنيات لإدارة الفشل باستخدام عبارات سطحية دون أي شعور داخلي بالندم.
ساعد كتاب نيكولاس تافوتشيس "علم الاجتماع للاعتذار والمصالحة" على فهم أبعاد الاعتذار، على الرغم من أننا نعتقد بأن الاعتذار بين الأشخاص هو ببساطة بين شخصين، إلا تافوتشيس لاحظ ما هو أكثر من ذلك، حيث أن الاعتذار ليس لديه القدرة على شفاء العلاقات الشخصية فحسب، بل يؤكد أيضاً انتسابها للمجتمع الأخلاقي.
تُعد الاعتذارات أكثر من مجرد كلمات نقتبسها، بل تعبيراً عن التزامنا بالتغيير والتحسين، سواء كان ذلك في حياتنا الشخصية أم المهنية، في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، يجب علينا أن نتذكر أن بعض الأشياء، مثل الصدق والندم الحقيقي، لا يمكن تزييفها أو برمجتها.