التاريخ : 2024-05-12
مدة القراءة : 2 دقائق
بين كل أفلام الخيال العلمي والنقاشات الافتراضية عن مآلات حياتنا حين نتعايش مع الروبوتات، إلا أن جانبًا هامًا يهمش باستمرار، وهو تأثيرها على صحتنا النفسية في الوظائف تحديدًا.
وظائفنا تلعب دورًا محوريًا بشعورنا في تحقيق احتياجاتنا النفسية، مما ينعكس بشكل واضح على إحساسنا بالمعنى في الحياة؛ فلو كنت تعمل في وظيفة لا تُحترم فيها وتهمش وتختبر السلطة بأقسى أنواعها، من المرجح أن تهتز صورتك الذاتية وتنهار الدنيا بعينيك تدريجيًا.
حين نتحدث عن الرضا الوظيفي فالمعادلة لا تخرج عن الشعور بـ:(الكفاءة/ الانتماء/ الاستقلال).
ببساطة لا يطلب العمال الكثير، فقط أوكل إليهم مهمات تشعرهم بأنك تراهم كأنداد ولا تستصغرهم، وتحترم وجهات نظرهم، وتؤمن "بشطارتهم" ولو كانوا في البداية أشعرهم بأنك "تحس يجي منهم".
صناع القرار لا يبدون أي تحفظ تجاه استبدال كل من يمكن استبداله بالروبوتات، ولكن توظيف البشريين لا مناص منه؛ وبعيدًا عن ذرائع خفض التكلفة، ما شعور الموظفين الذين ينتهي بهم الحال كزملاء عمل للآليين؟
دراسة بنيت على ٢٠ دولة أوروبية وأكثر ١٤ صناعة، صناعة الأغذية والسيارات والمنتجات الكيماوية وغيرها؛ وأشارت الأرقام بوضوح إلى أن مثلث المعنى (الكفاءة/ الإنتماء/ تتضمن الاستقلال) ضرب في جذوره بمجرد دخول الروبوتات للمعادلة.
وتقول الدراسة بأنه لو ازداد الاعتماد على الروبوتات في صناعة الأغذية والمشروبات ليصل لذات المعدل في صناعة السيارات، فإن العاملين في مجال الأغذية والمشروبات سينخفض شعورهم بالمعنى بنسبة ٦.٨٪ وسينخفض شعورهم بالاستقلالية ليصل لـ ٧.٥٪.
محاربة المستقبل وهم أثبت فشله من سنوات؛ وبالتأكيد لا ندعو الشركات للتخلف عن الركب، ولكن وجود خطة لدمج السوادين العاملين أولوية، وأحد الأفكار هو الاعتماد على روبوتات مساعدة، دورها هو تحسين المخرجات النهائية وزيادة رفاهية العمال دون سرقة وظائفهم.