التاريخ : 2024-04-17
مدة القراءة : 2 دقائق
القلق لا يسير دون توأميّ روحه: الفزع والعجز. والتشبيه الشهير بأن القلق كالكرسي الهزاز أصاب كبد الحقيقة، فالقلق يبني سجنًا خياليًا يشعرك بأن القضبان هي من تحميك من الوقوع في الهاوية، ولكن كيف نضع حدًا لعواصف الأفكار؟
كما ذكرنا فالقلق هو فزع يصيبك بالشلل، فيصبح تفكيرك منحصرًا على كل ما تخاف خساراته وكل السيناريوهات التي قد تساهم في هذه الخسارة؛ لكن بدء حوار مع عقلك بعنوان: ماذا لو افترضنا جدلًا؟ سيخرجك من دور الضحية لتجلس على كرسي المُخطط، وبدلًا من الرعب والبكائيات ستدرس السُبل والإمكانيات! والميزة بالتفكير في الفرضيات هي أنها ليست سوى فرضيات، فعقلك سيكون قادرًا على النظر بموضوعية لأنه ليس تحت وطء المصيبة بعد.
مصيبة القلق بأنه يجعلنا نفكر باسوأ الاحتمالات ونتوقف عندها، لكن الفكرة الثورية في العلاج السلوكي هي مجاوزة المخاوف والسؤال: ماذا بعد؟ طيب واذا صارت؟ ايش اخرتها؟ وهذه بعض العوامل التي تجعل الفكرة اكثر فاعلية - إعادة صياغة المخاوف: حين نفترض جدلًا وقوع اسوأ مخاوفنا ونسأل أنفسنا ما الذي يعنيه تحقق هذه المخاوف نتيح لعقولنا رؤيتنا بسيناريو مختلف، بمعطيات مختلفة، فلا يصبح جهدنا الذهني متمركزًا حول منع الكوارث من الحدوث ولكن نفكر بسبل التعامل معها لو حدثت.
استعادة القوة: التفكير التأملي يخرجنا من دور الضحية ويذكرنا بمقدار القوة التي في أيدينا، والقرارات التي باستطاعتنا اتخاذها، وأننا لسنا بالعجز الذي نتخيله.
خصوبة الخيال وازدهار الفضول: التفكير بالإحتمالات وما يترتب عليها يخرجنا من سجن الواقع لفسحة الخيال، حياكة القصص من هوايات البشرية الأولى، فالتفكير بقصة أنت بطلها من شأنه أن يبهجك ويغير تصوراتك الذاتية ويجعلك أكثر استعدادًا لمجابهة العالم.
اكتساب المرونة: الخيالات الافتراضية لما من الممكن حدوثه تجعلنا أقل فزعًا وتقلل مقاومتنا للفكرة، فحين تبدو الفكرة ككابوس يكون مجرد عبورها في ذهنك باعثًا للرعب، ولكن محاولة تخفيف حدة السيناريوهات المتوقعة والحديث عن طرق مقترحة لتجاوزها يسهل الحديث عنها ويضعها على طاولة النقاش، فلا تعود الفكرة ذاك "البعبع" المنتظر لكنها تصبح مجرد أحد الطرق المتوقعة لسير الأمور.