التاريخ : 2024-01-08
مدة القراءة : 3 دقائق
تقول الطبيبة النفسية جوانا تشيك: "يزورني المرضى لأساعدهم للعلاج من الاكتئاب والقلق والإدمان، وغيرها من المشاكل. ولكن، ماذا لو كان الاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض، ليست مشاكل بحد ذاتها؟ ماذا لو كانت إشارات تساعدنا على معرفة المشكلة وحلها؟"
بوصولنا لسن الأربعين، يُشخص واحد من كل اثنين بمرض نفسي، ويُعاني واحد من كل خمس أشخاص من نوبة حادة كل عام. مع ارتفاع عدد الأمراض النفسية، من الصعب وصفها جميعًا بـ"اضطرابات". فربما هي ليست اضطرابًا تحدث في عقولنا وأجسادنا، بل إشارة صحية للتكيف مع عالمنا المضطرب.
يُقر علماء النفس التطويري بأن البشر تطوّروا بسبب نزعة البقاء، وليس ليصبحوا أسعد وأكثر هدوءًا. والمشاعر السلبية، ابتداءً من المزاج المتعكر ومرورًا بالقلق والعار تساعد البشر على التكيف مع التحديات التي يواجهونها في حياتهم.
لو شعرت بالقلق أو الكسل أو العار أو الغضب، لا تحزن، بل اعرف مصدرها وتعامل معها بحكمة. جمعنا لكم بالأسفل أربع أنواع من المشاعر يمر بها الإنسان وأوضحنا الرسائل التي تود إيصالها لك.
سأل الطبيب النفسي راندولف نيسي نفسه، لماذا يمر الناس بنوبات هلع في مواقف آمنة، مثلًا في أوقات التبضع من البقالة؟ واكتشف أن السبب يعود لاحتمالية المخاطر. فعندما يشعر الدماغ بأن البيئة المحيطة تحمل مخاطر أكبر من شعورك بالقلق، عندها يجعلك تمر بنوبة هلع لتخرج من البيئة.
الشعور بالقلق ليس علامة ضعف، بل أسلوب تكيفي يُساعدنا على النجاة في العالم الخطير. ولذلك، فإن التحرر من هذا الشعور لا يُعد انتصارًا شخصيًا، بل امتيازًا حصلت عليه لأنك وأسلافك عشتوا في بيئات آمنة جسديًا وعاطفيًا.
يقول نيسي، بأننا ندخل في حالة انعدام المزاج عندما تصبح مخاطر بيئتنا أعلى من مكافأتها. تخيّل أنك ذهبت للصيد، في البداية ستشعر بالحماس، ولكن إذا مرت الساعات ولم تحصل على سمكة، ستتملكك رغبة للعودة للمنزل لمتابعة مسلسلك والاستلقاء على السرير. وذلك لأن جسدك بدأ يشعر بأن مواجهة خطر النمور والدببة أعلى من مكافأة الصيد.
عندما تشعر بالكسل حاول أن تغير بيئتك لتتفوق المكافآت على المخاطر. فمثلًا، ابحث عن وظيفة جديدة، أو انتقل لبيئة آمنة أكثر، أو انتظر لو كانت هذه الموجة مؤقتة فقط مثل جائحة كورونا.
الذنب شعور صحي يُشير إلى أن أفعالنا أو صمتنا حيال أفعال الآخرين تُسبب الضرر للناس وتدفعنا لإصلاح الموقف. فمثلًا قد تعترف بأن امتيازاتك تسبب الأذى للآخرين، حينها تشعر بالذنب وتحاول إصلاح الموقف.
ولكن العار يُشير لخوفنا من أن يرفضنا الناس إذا كشفنا عن هويتنا الحقيقية، حينها، نميل لإخفاء ذواتنا أو نهرب إلى مجتمع آخر نستطيع فيه التعبير عن أنفسنا بحرية. إذا خالجك هذا الشعور، فحاول أن تُغير الناس من حولك لأشخاص يحبونك لذاتك ويحترمونها.
الغضب استجابة ضرورية لمحاربة عدم المساواة والظلم. فعندما تمر بموقف يشعر فيه دماغك بالظلم أو تجاوز الحدود، فلن ينتظرك لتستوعب ما حدث، بل سيصرخ قائلًا "دافع عن المظلوم/ أو أرسم حدود صحية واضحة!".
وفي الواقع، مشاعر الغضب هي الأهم لمحاربة الظلم وانعدام المساواة وللتعاطف مع الآخرين، لأن المتعاطف هو الشخص الذي يعرف متى تم تجاوز الحدود ويسعى لضبطها.