التاريخ : 2024-01-04
مدة القراءة : 2 دقائق
على غرار سؤال من أتى أولاً البيضة أم الدجاجة، يأتي سؤال من يؤثر على الآخر الأفعال أم المشاعر، هل تتحكم مشاعرنا بأفعالنا، أم أن أفعالنا هي من تقود مشاعرنا؟ عادةً تكون قدرة المشاعر على قيادة الأفعال سائدة أكثر، فعندما تتهرب من لقاء أحدهم تحت ذريعة "ما لي خلق"، تكون وقتها سلطة مشاعرك هي المسيرة لأفعالك، فالذي منعك من فعل "الطلعة" هو شعورك السيئ.
عندما يتسلط القلق والنكد على العقل، يصبح الشخص محاصرًا داخل منطقة الراحة الخاصة به، فلن يتمكن من فعل أي شيء يجعله يكسر حصار هذه المنطقة، والخروج من حالة الإحباط. والراحة هنا لا تحمل معنى إيجابيًا، بل هي راحة متعبة، ولكنها مقبولة عند هذه المشاعر السلبية. فأنت تفعل ما تفعله بناءً على الشعور الذي يسيطر عليك، ولن تتحرك حتى تتخلص من هذه المشاعر السلبية. وهكذا تصبح عالقاً في دائرة منطقة الراحة، كونك تنتظر ذهاب هذه المشاعر لتفعل ما تريد، ولكن المشاعر لن تفارقك ما لم تغير الواقع الذي نشأت به.
ماذا لو غيرت من طريقة تعاطيك مع هذا الموضوع، فبدلا من انتظار زوال المشاعر السلبية لفعل ما تريد، ربما تحتاج لتغيير أفعالك للتخلص من هذه المشاعر. ويكون ذلك من خلال خلق تجارب جديدة، تساعدك على الحصول على مشاعر أفضل. فالتجارب الجديدة تمنحك منظورًا مختلفًا للحياة وتزيدك ثقةً بنفسك، فمثلاً عندما تسافر، تعود محملاً بأفكار جديدة حول الحياة والناس ونفسك، بسبب التجارب الجديدة التي خضتها، وهذا سيساعدك على استثارة مشاعر نسيت أنها كانت موجودة أصلاً. عدا أن هذه التجارب الجديدة تشعرك بالحياة، وتساعدك على اكتشاف نفسك أكثر. وغالباً لا تحتاج هذه التجارب لقرارات محورية ومكلفة لخوضها، فمن الممكن أن تكون مجرد أحاديث وحوارات مع أشخاص جدد.
ما لم تقدم على خوض تجارب جديدة لن تتمكن من الشعور بمشاعر مختلفة.