الملاكمة أم الـ"بينت بولز"؟

التاريخ : 2023-12-28

مدة القراءة : 2 دقائق

تحدّى إيلون ماسك، الذي تبلغ ثروته ٢٤٥ مليار دولار، مارك زوكربيرغ، الذي تصلّ ثروه لأكثر من ١٠٠ مليار دولار لخوض نزل ملاكمة حقيقي في حلبة مغلقة. وجاء هذا التحدي بعد انتشار أخبار حول رغبة شركة ميتا في الاستيلاء على تويتر. 

لم يتردد ماك زوكربيرغ الذي يمتلك مهارات في "الجيو جتسو" في قبول التحدي أبدًا، بل طلب من إيلون تعيين المكان، فأجاب ماسك الذي لا يفقه شيئًا في فنون القتال أن النزال سيُقام في فيغاس. فهل سيتمّ النزال ويتعارك المليارديرين أمام الملأ؟ أم أنها مزحة؟ 

في كلا الحالتين، أعاد هذا الحدث الأذهان لقصّة قصيرة كانت السبب في نشوء هذا النوع من الرياضات التي يُحبها إيلون ومارك... إليكم القصّة. 

السبب هو "الطفش" والخيال نشر الكاتب ريتشارد كونيل في عام ١٩٢٤م قصّة بعنوان "أخطر لعبة في العالم"، والتي تدور أحداثها حول صيّاد أمريكي تغرق سفينته فيهرب إلى جزيرة كاريبية، ليُمارس هوايته في صيد الحيوانات، إلا أنه في الأخير شعر بالملل فقرر أن يصطاد البشر ليكسر الروتين. 

في عام ١٩٨١م تناقش المؤلف تشارلز جاينز وهايز نويل ما إذا كان الإنسان يستطيع النجاة في الطبيعة بغريزته أم أنه يحتاج لتعلّم تكتيكات معيّنة. ولكشف الحقيقة، تحكي الأسطورة أنهما قرّرا تنظيم لعبة في أراضي يملكها جاينز، حيث ينتشر اللاعبين بين الأشجار ويحاولون اصطياد بعضهم البعض ببنادق تعمل بثاني أكسيد الكربون وكرات الطلاء والتي تُستعمل لوضع علامات على الأشجار والخرفان. 

استمتعوا جدًا باللعبة، وذكر نويل أن قصّة "أخطر لعبة في العالم" كانت مصدر إلهام اللعبة. وفي العام نفسه، نظمّوا تحدي آخر، ولكن أضافوا عليه بعض التحسينات، حيث يجب على اللاعبين الآن أخذ أعلام منتشرة في الخريطة. 

نقطة البداية  انتشر الاهتمام باللعبة بعد أن كتب المشاركين عنها، فأسس جاينز ونويل بالمشاركة مع بوب جورنسي وهو مدير متجر للتزلج الشركة الوطنية لألعاب النجاة (NSG) والتي تخصصت في بيع مجموعة أدوات اللعبة وتشمل مسدس وكريات طلاء وكُتيب إرشادات.

باع جاينز حصصه من شركة NSG، وفي عام ١٩٨٨م صرّح نويل أن الشركة توظف ١٠٠ عامل، وتُحقق ١٠ مليون دولار سنويًا، أي ما يُعادل ٢٥.٩ مليون دولار حاليًا. ولسوء الحظ، باع نويل أيضًا حصصه لجورنسي الذي أعلن عن إفلاسه في عام ١٩٩٥م بسبب كثرة المنافسين، ورفع أكثر من ١٠٠ قضية على الشركة إثر الإصابات الشخصية. 

أخيرًا: يُقدّر اليوم سعر سوق لعبة الـ"بينت بولز" في الولايات المتحدّة لأكثر من ١،٢ مليار دولار، وهي قيمة لا تُقارن بثروة إيلون ومارك ولكنها أحسن من الملاكمة في الحلبة... ولّا؟ 

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط

قصص أُخْرى