التاريخ : 2023-11-27
مدة القراءة : 2 دقائق
بدأت الجمعة السوداء كحدث سنوي للاحتفال بحمى النزعة الاستهلاكية في أمريكا، لعل المبيعات الجنونية ومشاهد القتل والتقتيل على أبسط الماديات أغرت تجار التجزئة في العالم باستيراد هذه العادة لبلادهم، ونجحوا باستيراد شغف التسوق معها؛ ولكن.. كيف لقيت الجمعة السوداء حتفها دون أي نحيب ولا صخب؟
حين كانت الجمعة السوداء "جمعة سوداء" كان جنون التسوق في الجمعة السوداء قبل عدة سنوات، أشبه بخوض معركة! قد تنجح بشراء تلفاز مقابل حفنة من الريالات، لكن من المتوقع أن تخسر عدة أصابع أثناء محاولة إتمام الصفقة. الطوابير الممتدة بلا حد، ظهور إنسان الغابة ، والخصومات الجنونية، كلها من سمات الجمعة السوداء.
تمييع الجمعة السوداء ازدهرت الجمعة السوداء أولًا في أمريكا، حيث كانت تقام ليوم واحد فقط، وكان الأمريكي "يغسل يده بعد عشاء عيد الشكر في البيت وينشفها وهو ماسك سِرا" بعدها تسربت الجمعة السوداء للمتاجر الإلكترونية، وأصبحت تتمدد قليلًا كل عام، بدل اليوم أيام، حتى أصبحت تبدأ من أكتوبر، بعدها زادت مناسبات الإسراف، حتى صار عندنا مناسبات عديدة للتخفيض: اليوم الوطني، الأعياد، رمضان، يوم التأسيس، وفجأة حلت الجمعة السوداء لهذا العام وانتهت "ومحد دري عنها".
للوعي الدور الأكبر مع ازدهار العولمة، وتسيّد الانترنت، أصبح الوصول للمعلومات أسهل، ولم يعد من السهل استغفال المستهلك، فنسبة الخصومات بين كل حدث وآخر يسهل مقارنتها، وانتهى المستهلكون باستنتاج بأن الجمعة السوداء لا تقدم أفضل العروض.
تعددت الأسباب يتفق الجميع على برود الجمعة السوداء هذا العام، ولكن تتضارب الآراء تجاه السبب الفعلي، وهذه أبرز الحجج التي تم طرحها حتى الآن: - سوء الوضع الاقتصادي: لا يكاد يفتح حوار عن الجمعة السوداء دون أن تجد عدة تعليقات من نوع: "مو لاقين ندفع الإيجار، مو وقت كماليات".
ثورية المقاطعة: العديد من أبناء اليوم يقفون بصف "البطيخة" ويؤمنون بأن توقفهم عن الشراء من كبار الشركات الداعمة كفيل بتلقينهم درسًا في الإنسانية.
سوء الخصومات: لم تعد خصومات الـ ٧٠٪ أمرًا "تقدر الشركات عليه" فمعظمهم على شفى الإفلاس.
الصورة الكبرى إذا كنت تشتري أغراضك بناء على احتياجاتك ، وليس بسبب العروض الترويجية، فأنت شخص محظوظ.