التاريخ : 2023-11-15
مدة القراءة : 2 دقائق
خمول العلامة التجارية أو قدمها مع مرور الزمن، يحُيي رغبة إعادة تصميم الهوية البصرية أو تجديدها؛ لبث الحيوية في المنتج وجذب العملاء من جديد، ولكنّها يا تصيب، يا تخيب. شهد العام الجاري، الذي قارب على الرحيل تحولا ناجحا لبعض العلامات التجارية، وتعثّر بعضها، وتعرّض البعض الآخر للانتقادات اللاذعة، مثل حالة إكس (تويتر سابقًا).
تمكّنت علامة باربي، العالم الوردي، من تحقيق تحوّل كبير بعد أن عانت من تراجع في شعبيتها واندثار صيتها عند أطفال الجيل الجديد. نجحت باربي من خلال إصدار فيلمها الأخير، واستخدام استراتيجيات تسويقية عبر قنوات متعددة، من سرقة الأنظار، واستعادة هويتها، ومُحبيها، صغارًا وكبارًا.
حققت لعبة فيفا، التي تعد جزءًا أساسيًا من عالم كرة القدم، نجاحا كبيرا من خلال إعادة تصميم علامتها التجارية إي إيه سبورتس “EA Sports”. يوجد في الهوية البصرية الجديدة، شعار مثلثي الشكل، يعكس الروح الرياضية. كما ارتبطت تجربة المستخدم للعبة الفيديو نفسها، مما ساهم في تحسين التجربة العامة، وتعزيز شعبية العلامة.
قررت الشبكة التلفزيونية، هوم بوكس أوفيس HBO، إعادة تسمية “إتش بي أو ماسك HBO Max“ إلى ماكس Max، وهو قرار أثار الجدل وفيه تجاهل للأصول العريقة لـ HBO. حيث كانت تمتلك صيتا كبيرا، واسما قويا في عالم الترفيه، وخاصة في الفترة الذهبية للتلفزيون. ولكن “قلّ دبرة منهم” بدل الاستفادة من هذا التاريخ المشرّف، تخلّت الشركة ببساطة عنه.
أثار قرار تغيير اسم تويتر إلى إكس، غضب الكثير من مُحبي المنصة، التي لطالما كانت مُميزة بهويتها واسمها وأصغر العناصر التي اشتهرت بها، لكن على ما يبدو إيلون ماسك له رأي آخر. "مع حُبي لمنصة تويتر، إلّا أن تغيير اسمها إلى إكس، يستحق الانتقاد الشديد، وتغيير مؤسف ومخيب للآمال، حوِّلَت المنصة إلى مصدر معلومات مضللة، والأخبار الكاذبة" شون توماس، المدير التنفيذي لوكالة جونز نولز ريتشي العالمية. صحّ لسانه! فزُرقة واجهة المستخدم القديمة، وعلامة العصفور، ومصطلح "التغريد" مثل الجمل التالية: "غرّدت تغريدة/ نشرت تغريدات…" كلها كانت مُميزة وفريدة، لن يأتيك أحد الآن ويقول: "نشرت إكسات" غريب صح؟ بالضبط.
حوّلت العلامة التجارية الخط الكتابي إلى نوعية خط بسيطة (ومُملة إن صحّ القول)، مِما جرّد العلامة التجارية من كثير من سماتها السابقة المميزة.
"الكثير من العلامات التجارية لها قصة وإرث عميق خلف هويتها، لكنّها -غباءً- تتجرّد من هذا الإرث والتميّز، فتقوم بتغيير الشعار، أو تُميت لون الهوية الحيوي إلى اللون الأسود، أو تغيّر الخط الكتابي المُستخدم إلى نوعية خط بسيطة، قد يكون مغزاهم شعور الحداثة." هيليل هورويتز، الرئيس التنفيذي ومؤسس متجر بالد الإبداعي.
ادرس السوق صح، وحللّ الجمهور المستهدف بعناية، قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بتجديد الهوية البصرية.