التاريخ : 2023-10-30
مدة القراءة : 2 دقائق
هل أنت مِمَّن يسأل سيري أو أليكسا كل صباح عن حالة الطقس وأبرز الأخبار؟ ومن ثم تختمها بـ “شكرًا” على الرغم من إدراكك بأنها مجرد آلة! لعلمك، هذه ظاهرة تُسمى بـ “تأثير إليزا”، عندما يُسلِط البشر سمات بشرية على الآلات.
طوّر العالِم جوزيف وايزنباوم في ستينيات القرن العشرين، روبوت دردشة “إليزا”، الهدف الأساسي هو إظهار سطحية التواصل بين الإنسان والآلة، ومحاكاة أبسط المحادثات والحوارات البشرية، ولكن النتائج فاقت التوقعات! اعتمد روبوت الدردشة إليزا على تقنية العالم النفسي كارل روجرز، حيث تعيد صياغة الجمل المدخلة من البشر، على سبيل المثال، إذا أخبرتها بأنك حزين، فقد تطرح عليك سؤالًا عن مدة شعورك بالحزن أو عن السبب. وبالرغم من أن تفاعلات إليزا تظهر على أنها سطحية وغير ذكية، إلا أنها تتمكن من إقناع البشر بأنها ذكية وقادرة على فهمهم.
من المفترض أن يدرك الناس أنها مجرد آلة، وأن التفاعلات والردود مهما كانت ذكية هي ليست حقيقية، ولكن ليت الناس يعلمون، سبق وقال وايزنبوم في إحدى المرات أن سكرتيرته وقعت في حب تأثير إليزا وطلبت منه أن يخرج من الغرفة بينما تتحدث معها🫢 وليست هي الوحيدة، وقع العديد من الأشخاص في حب روبوتاتهم، وانغمسوا في علاقات عاطفية معها، لكنهم سرعان ما واجهوا خيبة أمل عندما قابلوا تغييرات في شخصية تلك الروبوتات، حيث أن الشركات الصاعدة في هذا المجال قد تجري تعديلات على سلوكيات هذه الروبوتات وجوانب شخصيتها باستمرار؛ للتطوير والتحسين. تشير الأبحاث إلى أن الروبوتات الذكية يمكن أن تخفف الشعور بالوحدة، ولكن في ذات الوقت، يحذّر الخبراء من الثقة المفرطة مع الآلات؛ لما تسببه من ضرر عاطفي عند بعض المستخدمين.
روبوتات الدردشة الحديثة، وما يحدث اليوم من تطوّر في مجال الذكاء الاصطناعي، فاقت توقعات الإنسان، وامتلاكها مزايا عديدة، ونماذج لغوية عميقة، وبيانات ضخمة، تجعل وجودها سلاح ذو حدين. *على فكرة: يمديك تسوي جلسة نفسية وتفضفض مع إليزا هنا، ولكن لا تتحمس وتنسى أنها آلة.