التاريخ : 2023-05-22
مدة القراءة : 2 دقائق
هناك العديد من الخطابات التي تسيطر على العقل الجمعي عالميًا، بعضها يعود للترف الذي نعيشه والذي بدوره يطلق العنان لأفكارنا، والبعض الآخر هو مشكلة تستحق النظر حقًا، مثل التحول للطاقة النظيفة. يُعد خطاب التحول للطاقة النظيفة وتقليل معدلات التلوث من أكثر الخطابات الشائكة حاليًا؛ بسبب تأثيره على مستقبل الأرض وخاصةً مستقبلنا كبشر. وقد سخرت له الدول العديد من الجهود والمشاريع، ففي السعودية مثلًا، أُعلن عن مشروع ذا لاين، وهي مدينة مستقبلية خالية من الانبعاثات الكربونية.
لكن.. بالرغم من هذه الجهود المضنية والمشاريع المتعددة والتطورات التي شهدها المجال، إلا أن الوضع لم يتحسن ولازلنا نستهلك الوقود الأحفوري بمعدلات عالية، بل إن النسب الحالية من الاستهلاك والانبعاثات الكربونية وصلت لأرقام تاريخية.
تُعد الطاقة النووية إحدى الحلول البيئية لمشاكل التلوث، فهي طاقة نظيفة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية، بإلإضافة لذلك تعمل محطات توليد الكهرباء للطاقة النووية بكفاءة تفوق محطات التوليد من خلال الغاز والفحم والطاقة الشمسية بأضعاف. ولكنها كذلك لديها بعض المشاكل التي تحد من فكرة التحول لها. ارتفع معدل مؤيدي استخدام الطاقة النووية إلى ٦٠٪ في أمريكا. ومن الجانب السياسي قفز معدل داعمي الاستخدام من الديمقراطيين من ٣٨٪ عام ٢٠١٨م إلى ٥٩٪ اليوم.
إحدى مشاكل الطاقة النووية هي الصورة النمطية المأخوذة عنها، فقد تعرفت البشرية عليها من خلال القنابل التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي عام ١٩٤٥م، واستمر الخوف أيضًا في سباق التسلح النووي خلال الحرب الباردة، ختامًا بحادثة تشيرنوبل. هذه الأحداث خلقت توجسًا من فكرة استخدام الطاقة النووية كحل بيئي. أُصدر مؤخرًا وثائقي من إخراج أوليفر ستون، يسرد تفاصيل الحركات المناهضة للأسلحة النووية، ويتطرق لاستخداماتها كحل لمشاكل الطاقة اليوم.
لازال الاعتماد على الطاقة النووية كحل للمشاكل البيئية التي تخلفها مصادر الطاقة الحالية، محط شد وجذب. فكما يوجد مؤيدون وداعمون، يوجد كذلك معارضون وأسبابهم معتبرة أحيانًا.