التاريخ : 2023-04-26
مدة القراءة : 2 دقائق
تتمثل هذه الظاهرة في استغلال الشركات لحديثي التخرج، حيث تستهدف الطموحين والموهوبين منهم، ثم تعمل على استنزاف واستهلاك طاقاتهم من خلال تكليفهم بمهام مرهقة وطويلة. تشجع هذه الشركات الشباب على العمل لساعات طويلة، وتنال من حياتهم الشخصية والعملية المتوازنة، وبمرور الوقت تنفد طاقة هؤلاء الشباب ويتعرضون إلى الإرهاق والإحباط، لتنتهي الدوامة باستقالتهم للبحث عن فرص عمل مرضية.
لطالما كان حديثو التخرج أقل خبرةً من غيرهم، غالباً ما يبدأون من أسفل سلم الرواتب، علاوةً على ذلك فهم لديهم مرونة عالية وتقبل لظروف العمل المختلفة، مما يسهل التلاعب بهم من قبل الشركات.
القلق من عدم الحصول على وظيفة بعد التخرج، أو الحاجة الملحة للحصول على وظيفة في أقرب وقت، يعرض حديثي التخرج لقبول أي فرصة، دون دراسة المميزات والمخاطر المترتبة، مما يتسبب بعواقب وخيمة على المدى البعيد.
الوظائف الرائجة بين حديثي التخرج، بسبب الصيت العالي لها، أو مسمياتها الكول في السيرة الذاتية، تتسم بأنها غير مجدية من حيث تحقيق الذات والأمان الوظيفي، ولا تؤهل للاستقرار المادي والنفسي، كما تعتمد على المهام الروتينية المتكررة، بدون أي تحدي جديد أو فائدة للموظف.
انخفاض الأجور، مهام روتينية متكررة، مسارات وظيفية مبهمة، وانعدام الأمان الوظيفي، كلها مواصفات بيئة عمل سامة، لينتهي بهم المطاف للاحتراق.
يكمن الخطر الحقيقي في القبول بهذه الوظائف من باديء الأمر، حتى تصبح الظروف السيئة طبيعية، ومع مرور الوقت يعتقد أن واقعه هو ما يستحقه! لذلك يُنصح بتبني ممارسات تُعزز التوازن بين العمل والحياة الشخصية، والبحث عن بيئة عمل تدعم النمو والتطور.
والخبر السار أنه مع التقدم الإلكتروني، والوعي المنتشر بالحقوق والواجبات، زادت مشاركة الممارسات السيئة في بيئة العمل على منصات السوشيال ميديا، والتي بدورها أسهمت في الضغط على المؤسسات التي تهمل موظفيها.
العلاقة بين الموظف والشركة هي علاقة تبادلية المنفعة، استغلال الشركات لحاجة الموظف للعمل والدخل المادي يُعد من أخطر المشكلات، وقد يكون الحل المثالي أمامها هو تشديد الرقابة من قبل الجهات المعنية.