التاريخ : 2023-04-10
مدة القراءة : 2 دقائق
دائمًا ما امتلك المؤثرون سلطة على رغبات السواد الأعظم من الناس، منذ أيام إعلانات التلفزيون وشعبية الممثلين؛ لكن الضرر كان محدودًا بحكم محدودية صناعة التجميل. كان المجتمع يتأثر بمعايير الجمال لكن في معظمها كانت أجسادًا صحية، وملامح يمكن إيجادها على أرض الواقع، و إن كانت هناك قولبة للجمال، لكنها مقيدة.
الوضع يخرج عن السيطرة - بعد بروز العالم الافتراضي - وبالمناسبة هو عالم افتراضي بالمعنى الدقيق- فأصبحنا في عالم متخم لآخره بالمؤثرين والشركات التي لا تهتم سوى لأرباحها نهاية العام دون أي حس مسؤولية.
فبدلًا من قولبة معايير الجمال أصبحنا أمام معايير جمال مُختَرَعة، يستحيل أن يرثها أحدهم بالجينات، بل يعجز الطب التجميلي عن تحويلها لواقع، لدرجة أن طبيب تجميل في ٢٠١٩ طبّع مصطلحًا يدعى "اضطراب سناب شات" وهو يعبر عن الخلل الذي يصيب بعض الأشخاص فيعتقدون أن البوتكس والجراحات التجميلية سوف تستطيع ايصالهم لنفس نتيجة أشكالهم بالفلاتر.
ليست الفلاتر هي المجرم الوحيد، بل اننا نقف أمام خلل إدراك كامل للواقع؛ خطابات تقود لكره الذات واضطرابات الأكل وإيهام المجتمع بفكرة الثراء السريع وتجريم الحياة العادية.
فرنسا تضرب بيد من حديد يبدو أن فرنسا نالت كفايتها من الزيف، حيث طرح اقتراح مشروع للحد من أضرار المؤثرين، ينص القانون على: - إفصاح المؤثرين عن جميع الإعلانات المدفوعة. - حضر الترويج لعمليات التجميل. - حضر الترويج لأي منتج مالي بما في ذلك العملات المشفرة. - أي صورة عدل عليها بفلتر أو ببرامج تعديل الجسد يجب على المؤثر الإفصاح عنها. - إضافة تنبيه تحذيري على أي محتوى يروج للمخاطرة كالقمار.
عقوبات صارمة، لكن هل تكون رادعة؟ عقوبة مخالفة أحد هذه الأنظمة هي السجن لمدة ٦ أشهر ودفع غرامة بقيمة ٣٢٨ مليون دولار! هل يعتبر هذا الرقم كبيرًا ؟ تدرك فرنسا بأن المؤثرين يمتلكون المال وليسوا مستعدين للتخلي عنه، من الوارد إن كان ربح الإعلانات أكبر من الغرامات المالية المفروضة بأن الوضع سيستمر على ما هو عليه ويعتبر المؤثرون هذه الغرامات "كضريبة إعلان".