التاريخ : 2022-10-05
مدة القراءة : 2 دقائق
عند الحديث عن الكوابيس فأحلام السقوط والامتحانات تترأس المشهد بالنسبة للغالبية العظمى منا، وبالرغم من فك شفرة كوابيس السقوط إلا أن الكوابيس المتعلقة بأيام الدراسة لا زالت تمثل علامة استفهام.
أغلب البالغين يتعرضون لكوابيس بحبكة على غرار "في أسبوع الامتحانات النهائية استيقظت متأخرًا وركضت فزعًا للجامعة ولم أجد قاعة الاختبار إلا بعد جهد جهيد وعندما أمسكت بالورقة اكتشفت أنني كنت استذكر المقرر الخطأ." ليست كلها بهذه الحدة طبعًا يكفيك فزع تفويت الامتحان ولكن السؤال هنا: ما الذي يهدف له عقلك اللاواعي بإعادتك لمقاعد الدراسة؟ حتى بعد تخرجك وابتعادك عن الحياة الأكاديمية لسنوات؟
تشرح ديردري باريت وهي باحثة أحلام في جامعة هارفرد بأن غالبية البالغين يتعرضون لهذه الكوابيس عند وقوعهم تحت ضغط شديد في حياتهم، لنكن أكثر تحديدًا: "عندما يتم تقييمهم من ممثلي السلطة العليا" والتفسير لهذه الظاهرة هي أننا في كل مرة نخضع للتقييم بناء على أداءنا فإن عقلنا اللاواعي يعيدنا للمكان الذي اختبرنا به هذا الشعور بجدية لأول مرة. وقد وجدت أيضًا بأن الأشخاص الذين انخرطوا بالموسيقى في سن مبكر أكثر عرضة لكوابيس عن تجارب الاداء بدلًا من المدرسة.
قد تتساءل عن وجهة نظر عقلك اللاواعي بإعادتك لمقاعد الدراسة بعد مرور كل هذه السنوات.. حسنًا، على الرغم من أن العلم لم يحسم رأيه تجاه الأحلام، إلا أن محللة الأحلام "جين أندرسون" تعتقد بأن الأحلام هي نتيجة محاولة عقلك للتعامل مع الصدمات، سواء كنا ندركها أم لا. فمن الوارد أن تحلم بشيء من الماضي عندما تختبر شبيهه في الحاضر، بعبارة أبسط تخيل تجاربك الماضية والدروس المستفادة منها مخزنة على شكل ملفات في الأرشيف، مهمة عقلك أن يخرج لك الملف حينما تحتاجه حتى يلهمك بحكمة مستمدة من حياتك. أو ربما لمجرد أن "ينكد عليك" ويذكرك أن تتعامل مع الموضوع.
الأحلام أحد أصدق المؤشرات على الصحة النفسية. فبما أن عقلك اللاواعي لا يعرف الإنكار والمجاملة فهذا يزيد إمكانية مساعدته لك على تحديد شعورك "الفعلي" تجاه الأمور الحالية أو الصدمات السابقة، ويمكن أن تكون كوابيس القلق المدرسي بداية جيدة.