موضوع ليس عن الكورونا

التاريخ : 2020-03-23

تسويق

مدة القراءة : 3 دقائق

الاسم: الاثنين الأسود

الوظيفة: مدرسة لأسواق المال

في 19 أكتوبر 1987 ، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 22.6 ٪ في جلسة واحدة، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد في التاريخ. تخيل الوضع في تلك الأيام. أداء هزيل للسوق في بداية السبعينيات. لازالت أحداث الكساد الكبير في العشرينات (الذي أثر على العالم ككل) والحرب العالمية الثانية في ذاكرة الأمريكيين. كان السوق مستمر بالصعود منذ 1982، وبعد مرور خمس سنوات كانت الأسهم في ارتفاع ومعنويات المستثمرين عالية. كان تفاؤلاً في غير محله.   في الأشهر السابقة للانخفاض، ارتفع مؤشر داو بنسبة 44 ٪ في سبعة أشهر انتهاءً بشهر أغسطس. هذا الارتفاع أثار مخاوف المحللين من كونه فقاعة. وفي الوقت ذاته أعلنت الحكومة الأمريكية عن عجز أكبر من المتوقع في الميزانية مما أدى إلى انخفاض سعر الدولار.  

أحداث أسبوع الانخفاض

الأربعاء 14 أكتوبر: بدأت الخسائر اليومية في التضاعف. الخميس: أقر مجلس النواب مشروع قانون يعطل عمليات الاستحواذ الممولة من الحكومة. السبت: هدد جيمس بيكر وزير الخزانة بتخفيض قيمة الدولار لمعالجة العجز. الأحد: بدت ملامح الهبوط وموجة البيع في الأسواق العالمية. الاثنين 19 أكتوبر 1987: مع افتتاح السوق بدأت "العاصفة الكبرى"  قام الجميع ببيع حصصهم.   على عكس العديد من الأزمات الأخرى ، لم يؤد يوم الاثنين الأسود إلى كساد اقتصادي أو أزمة مصرفية وذلك بسبب تدخل البنك الاحتياطي الفيدرالي وخفض أسعار الفائدة مما أدى لتعويض 57 ٪ من خسائر الاثنين الأسود في خلال يومين فقط. بحلول سبتمبر 1989، ارتفعت الأسهم إلى مستويات ما قبل الاثنين الأسود.  

أسباب الهبوط

الغريب في ما حدث في أكتوبر 1987 هو عدم وجود أزمة عالمية، أو إفلاس لشركة كبرى، أو خبر عالمي مفاجئ . لكن ماحدث كان بسبب مزيج غريب من الظروف التي هيأت لهبوط الأسواق: - دخلت العراق وإيران السنة السابعة في حربهم المهددة لإمدادات النفط العالمية. - دخول المستثمرين الدوليين ونشاطهم في الأسواق الأمريكية أدى إلى تضخم أسعار الأسهم. - راجت فكرة التأمين على محافظ الاستثمار في ذاك الوقت، وهذا التأمين ألزم المستثمرين تعاقدياً بالبيع في حالة وجود "سوق هابط". - كان قد بدأ التداول بشكل الكتروني في وول ستريت، مما جعل السوق أكثر تقلباً. - لم توجد في ذلك الوقت آلية لإيقاف التداول في حال تكالبت أوامر البيع على الشراء. -  

الدروس المستفادة

أهم الدروس المستفادة من أحداث يوم الاثنين الأسود وتظهر نتائجها إلى اليوم: - ترابط الأسواق: كيف أصبحت الأسواق المالية مترابطة في ظل العولمة. فقد رأى المستثمرين في السوق الأمريكي الأزمة تبدأ في الأسواق العالمية حتى قبل افتتاح سوقهم، وانتشر الهبوط بين الأسواق كانتشار الفيروس بين البشر. - قدرة البنوك المركزية: أحداث الاثنين الأسود أدت إلى عهد جديد من الثقة في البنوك المركزية وقدرتها على تهدئة التدهورات الحادة في الأسواق. - آلية إيقاف التداول: اصدرت السوق الأمريكية وغيرها من الأسواق العالمية إجراءات لحماية الأسواق مثل إيقاف التداول في حال انخفضت الأسهم بسرعة كبيرة جدًا. وقد تم إيقاف التداول ثلاث مرات في حوالي أسبوع، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تفعيل إيقاف التداول منذ عام 1997. - وبالطبع توزيع المخاطر للمستثمرين: من الواضح أن يوم الاثنين الأسود وضح أهمية توزيع الخطر في المحافظ والاستعداد لمواجهة الغير متوقع.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط

قصص أُخْرى

أرباح قياسية لشركات النفط

شركة اكسون العملاقة في قطاع الطاقة حصدت أرباحًا قياسية بلغت ١٧.٩ مليار دولار في ...اقرأ المزيد

2022-08-01

هيرتز: من الإفلاس إلى صفقة العمر

في يونيو الماضي، تحدثنا عن الاستثمار في الشركات المفلسة، ورفع شباب ريديت لأسعار ...اقرأ المزيد

2021-05-16

هل سوق ٢٠٢٠ هو تكرار لما قبل فقاعة ٢٠٠٠؟ 

ما حصل في اكتتابات الأسبوع الماضي (دورداش وآير بي ان بي) ذكرت العديد من المحللين...اقرأ المزيد

2020-12-13

لماذا استمر السوق الأمريكي في الصعود رغم الكورونا؟

حدثان متضادان حصلوا يوم الجمعة: 1. قفز معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 14.7...اقرأ المزيد

2020-05-12